سفر المكابيين الاول 2
ودخَلَ هيكَلَ الرّبٌ بِاَعتِزازٍ وأخذَ مذبَحَ الذَّهَبِ والشَّمعَدانَ معَ جميعِ أدَواتِهِ ومائِدةَ خبزِ التَّقدِمَةِ ومَساكِبَ الخمرِ والطَّاساتِ والمَجامِرَ الذَّهَبيَّةَ والحِجابَ والأكاليلَ وجميعَ الزِّيناتِ المُذَهَّبةِ في واجِهَةِ الهيكَلِ وأخذَ أيضًا الفِضَّةَ والذَّهبَ والآنيَةَ الثَّمينَةَ وما وجَدَهُ مِنَ الكُنوزِ الدَّفينَةِ أخذَ أنطيوخُسُ هذا كُلَّهُ وعادَ إلى مَملكَتِهِ، بَعدَما أكثرَ مِنَ القَتْلِ وتكَلَّمَ بِمُنتَهى الكِبرِياءِ فكانَت مَناحةٌ عظيمةٌ في كُلٌ أرضِ إِسرائيلَ واَنتَحَبَ الرُّؤَساءُ والشُّيوخُ وخارَت عَزائِمُ الفتَياتِ والفِتيانِ وبَهَتَ جَمالُ النِّساءِ وأخَذَ كُلُّ عريسٍ يَرثي لِحالِهِ، وكُلُّ عروسٍ تَنوحُ في خِدْرِها حتى إنَّ الأرضَ تَزَلزَلَت حُزْنًا على سُكَّانِها، وبَيتُ يَعقوبَ جميعًا غَطَّاهُمُ العارُ وبَعدَ سنتَينِ أرسَلَ المَلِكُ أنطيوخُسَ رئيسَ جُباةِ الجِزيَةِ إلى مُدُنِ يَهوذا فجاءَ إلى أُورُشليمَ على رأْسِ جيشٍ كبيرٍ وخاطَبَ سُكَّانَها بِكَلامِ مُسالِمِ في الظَّاهِرِ، فما إنْ وثِقوا بهِ حتى اَنقَضَ على المدينةِ فجأةً وأنزَلَ فيها الخَرابَ وقَتَلَ كثيرًا مِنْ شعبِها وبَعْدما أخذَ غَنائِمَ المدينةِ أشعَلَ فيها النَّارَ وهدَمَ بُيوتَها وأسوارَها وسبى هو وجيشه النساء والاولاد واستولوا على المواشي     
ثُمَ بَنَوا في مدينةِ داوُدَ سُورًا عظيمًا ثابِتًا وأبراجًا مَنيعةً وجعَلوها حِصنًا حصينًا لهُم وأسكَنوا هُناكَ قَومًا مِنَ الغُرَباءِ الأشرارِ، فتحَصَّنوا فيها وخَزَّنوا السِّلاحَ والمُؤونَةَ، وعِندَما جمَعوا غَنائِم أُورُشليمَ وضَعوها هُناكَ، وبِذلِكَ صاروا خَطرًا دائِمًا على بَني إِسرائيلَ ومَكمَنًا لِلهيكَلِ المُقدَّسِ وخطَرًا مُستَمِرُا على إِسرائيلَ سَفكوا دمَ الأبرِياءِ حَولَ الهيكَلِ ونَجَّسوا المكانَ المُقدَّسَ ومِنْ أُورُشليمَ هرَبَ أهلُها فسكَنَها الغُرَباءُ وغريبةً صارَت لأِبنائِها فهَجَروها هيكَلُها صارَ موحِشًا. وأعيادُها صارَت مَناحةً، وأيّامُ السَّبتِ فيها تحَوَّلَت إلى مَذَمَّةٍ وإلى اَزدِراءِ عِزِّها، وقَدْرَ مَجدِها صارَ ذُلُّها، واَنقَلَبَت رَوعَتُها، وإلى الحضيضِ اَنخَفَضَت مكانَتُها وأمَرَ المَلِكُ أنطيوخُسُ جميعَ رَعايا مَملكَتِهِ بِأنْ يكونوا شعبًا واحدًا فيَترُكُ كُلُّ واحدٍ مِنهُم شريعةَ مَذهَبِهِ. فأطاعَتِ الأُمَمُ كُلُّها هذا الأَمرَ