الختان في العهد القديم
الختان في العهد القديم كان بمثابة عهد بين الله والبشرية .
الله كان عهده الاول مع نوح بعد الطوفان .
الله وعد نوح انه لن يفعل طوفان بعد ذلك لكي يدمر الارض بل يبقى هذا العهد ساري المفعول الى النهاية .
العهد كان عبارة عن ظهور قوس قزح في السماء وكما نشاهد في وقتنا الحاضر يظهر قوس قزح .
معناه الله يتخلى من الان فصاعدا عن العنف والغضب وانه يكون هو الاله المحب والرؤف والحنون للبشرية الى الابد .
الله بعد هذا العهد المختص للبشرية جمعاء أعطى عهداً خاصاً لشعب أختاره هو عن طريق أبراهيم وهذا العهد أسمه الختان .
لكن عهد الله مع نوح يختلف عن عهد الله مع ابراهيم الاول كان عن طريق قوس قزح اما عهده مع ابراهيم فكان بالختان العلامة التي تهم شعب اسرائيل وذريته .
هذا العهد وهذا الختان بمثابة علامة خضوع وطاعة لليهودي لما يختن الطفل أو الشاب يصبح يهوديا ويكون فاصل بين شعب الله وبين الشعوب الاخرى الوثنية .
الله أمر ابراهيم أن يعمل بالختان كما ورد في سفر التكوين الاصحاح 17 هذا الامر كان بمثابة العبادة الحقيقية النقية لله الواحد .
سفر التكوين الاصحاح 34 / 14 ان هذا العادة والتقليد كانت تعمل بها قبل الزواج .
اراد شكيم بن حمور الزواج من دينة ابنة يعقوب فلم يقبلوا فيه لانه كان أقلف غير مختون فاضطر شكيم بان يختن ويتزوج دينة أبنة يعقوب .
هنا الختان اصبح علامة بين الله وذرية ابراهيم وبمعنى اخر ان كل انسان يهودي يصبح عضواً في شعب اسرائيل .
كلنا يعرف ان الختان هو بمثابة جرح في لحم الانسان هذا الامر كان قاسي على الشعب اليهودي لانه اذا رجعنا الى الاصحاح 17 / 14 نجد فيها مذكور من انه اي ذكر لا يختن يقطع من الشعب ما معناه يقتل ولا يسمح له العيش بعد .
شعب اسرائيل كان لا يرغب بالزواج من الذين ليسوا مختونين وليسوا من شعب الله وفي نظرهم شعوب منجسة ولا يجوز التقرب بهم وعليه يجب عدم الاختلاط بينهم وخاصةً مع الفلسطينيين الذين يعتبرونهم غير مختونين وليسوا من تابعين لصفوف الله .
الغرباء ممنوع عليه الدخول الى الهيكل لانهم كانوا غير مختونين فيعتبرنهم نجسين .
الختان عند الاسرائيليين رتبة طقسية مفروضة عليه .
سفر المكابيين الاول الاصحاح الاول يذكر انه صار اضطهاد في زمن الملك أنطيوخس الذي أمر بان يكونا شعباً واحدا مع شعبه فرحب قسم من اليهود المقيمين فاضطروا لترك الختان والعبادات الاخرى والعمل بعبادات وثنية يحرمها الله .
لكن في الاخر يصبح علامة للانتماء للشعب اليهودي .
سفر الخروج يذكر ان أبن النبي موسى لم يكن قد اختتن فكانت حياة موسى في خطر وتستوجب الموت بسبب غضب الله عليه .
زوجتة موسى صفورة أحست بذلك من ان حياة زوجها في خطر اسرعت وفعلت الختان لابنها بالة اسمها صوانة وهي عبارة عن معدن حاد لتخليص موسى من الموت المحتوم .
الحادثة حدثت عند رجوع موسى وذهابه الى مصر لتخليص شعب اسرائيل من اضطهاد فرعون بامر من الله وهو في الطريق عند المبيت بالقرب من بركة ماء لكي يغتسل ويطهر نفسه لغرض الصلاة .
موسى أصلاً لم يكن قد اختتن لكن وبحسب الاية ان صفورة مسكت عورة زوجها وتظاهرت من انها ختنت موسى وليس ابنها .
زوجة موسى صفورة كانت مديانية ووثنية وليست من شعب الله وعليه منعت موسى من ختن ابنه .
لكن لما أحست أن زوجها في خطر اضطرت الى عمل الختان بنفسها لانقاذ موسى من خطر الموت .
غضب الله على موسى جعله مريضاً فلم يتمكن بالقيام بهذا العمل بختان ابنه .
الشيء الاخر ان موسى أصلاً ما كان يعرف وليس له علم بفريضة الختان التي امر بها الله لانه كان يعيش في قصر فرعون وباقي السنوات الاخرى كان في مدينة مديان .
سفر اللاويين 12 / 3 ان الطفل في اليوم الثامن يختتن لكن في الاصل والتقليد المعمول به انذاك الذي يختن كان الذي فقط يريد الزواج لكن الختان بقى على حاله ان الطفل يختن في اليوم الثامن عند شعب اسرائيل .
الله أمر شعب اسرائيل حتى على الاشجار تكون محرمة لهم ثلاث سنوات في الاراضي الوثنية التي يدخلونها بعدها يمكنهم الاكل منها وبعبارة أخرى مثل الانسان الذي يكون أقلف وغير مختون بمعنى لا يكون من شعب اسرائيل كما ورد في سفر اللاويين 19 / 23 وبمعنى أخر الختان فريضة محتومة على كل اسرائيلي .
يشوع الاصحاح الخامس لما اراد الدخول الى اريحا أمره الله عندما كان في مدينة الجلجال بان يصنع له سكاكين من معدن الصوان ويختن جميع بني اسرائيل الذكور الذين ولدوا في البرية وبسبب وضعهم في البرية وان الذين خرجوا من مصر كلهم كانوا مختونين لكنهم ماتوا .
الختان هو بمثابة الاستعداد الشخص للزواج هذا ما كان معمول به في قديم الزمان ولكن ما هو الختان في نظر الله خالقنا ؟
الختان معناه الحياة القديمة أنتهت واصبحنا خليقة جديدة مع الله .
الختان كان يستخدمونه حضارات وشعوب أخرى لكن بقى الختان فقط يستخدموه بني اسرائيل .
الختان في نظر سفر اللاويين هو الانتماء الى شعب الرب لكن ختان الداخلي وليس الختان الخارجي .
الختان تطهير القلب والروح من الاشياء الغير الصحيحة وعليه يجب ختان قلبنا أولا مركز المشاعر والحب والانتماء الى شعب الله .
الختان هو الاصغاء والاستماع الى الله .
شعب الله المختار لم يصغوا للرب منقذهم من فرعون بل سدوأ أذانهم ورفضوا الاهتداء له .
بني اسرائيل لا يريدون سماع أي شيء من الشريعة القاسية عليهم وكما هو الحال في وقتنا الحاضر الناس لا يريدون سماع كلمة الله فقط يتمسكون بالقشور وليس بالجوهر .
الختان الجسدي لا ينفع لهم أبداً ولا يوصلهم الى الملكوت السماوي .
أرميا 9 / 24 و 25 ها أنها تاتي أيام يقول الرب أعاقب فيها كل المختونين في أجسادهم / مصر وأدوم وبني عمون وموأب وكل مقصوصي السوالف لا, الساكنين في البرية لان كل الامم قلف وكل بيت اسرائيل غلف القلوب ما معناه أن الله يريد منا ختان قلبنا وروحنا حتى ان كنا مختونين جسدياً العقاب يصل الى كل البشرية الله يحب ختان القلب .
كثير منا يفعل الختان لاولاده لكن هو في الاصل بعيد عن الله كل البعد ولا يعرف ما يريده الله منه يفكر أنه بالختان يصل الى الهدف الذي يريده وهو الملكوت السماوي .
يعتقد الاسرائيليين والكثير منا ان الختان يكفي لبلوغ الملكوت السماوي ولكن في الاصل ليس له أي قيمة عند الله .
الختان هو أزالة القلفة من القلب .
الختان هو تنظيف فكرنا من اشياء تبعدنا عن الله .
الختان الحقيقي هو سماع وتطبيق والعمل ما يقوله الله لنا .
الختان ليس في الظاهر والمتظاهر امام الناس والمجتمع بل هو المرضي عند الله .
الختان ليس تكبر على الله من اننا عملنا بارادته ونحن في الاصل بعيدين كل البعد عنه .
الختان هو المحبة والفرح والسعادة والخير الداخلي مع الله ومع أنفسنا ومع الاخرين .
الله هو يختن قلبنا لنحب الرب الاله .
الختان هو التواضع والخضوع والتعفف والرحمة وعمل الخير ومساعدة الاخرين .
هذا هو ختاننا الحقيقي للرب الاله .
والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز