ظروف شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) والتحديات التي يواجهها

عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 21/11/2009

ظروف شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) والتحديات التي يواجهها
دنخا بطرس هرمز
تطرأ في هذا الوقت الكثير منَ المتغيرات والمستجدات على الساحة السياسية العالمية والمحلية، وهي تستحضر إلى الذاكرة بعض الأحداث التي وقعت في فترات سابقة. لقد بدأ عالمنا وخاصَّة معَ مطلع القرن العشرين يعيش تقلُّبات سياسيَّة دوليَّة، فالحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914 تسبَّبت في الكشف عن الخلافات والمواجهات التي كانتْ في الأصل متواجدة بينَ الدول العظمى. وفي ظل تلك الحرب، تعرَّض شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ولأسبابٍ سياسية داخليَّة وخارجيَّة لعمليات الإبادة الجَّماعيَّة حتى بات على شفير الإنقراض. وفي تلك الفترة بالذات ولأن شعبنا لم يكن ناضجاً كأمَّةٍ تتسارع إلى خيار الوحدة، فقد بقي منقسماً على ذاته ومشرْذماً. وإلى جانبِ ذلك، فإنَّ الإتفاقيَّاتِ الموقعة أسفرت عن نتائج سلبية أثّرت عليه. بإمكاننا القول إنه بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، كان شعبنا أكثر المتضررين من بين جميع الشعوب، وهذا يظهر وفق إثباتات صحيحة، فبعد وقت قصير من انتهاء الحرب العالمية الأولى والإنقسامات الحاصلة، بدأ العالم في أعقاب عام 1929 يدخل أزمة إقتصادية كبيرة تسببتْ بهجرة بشريَّة مخيفة وجلبت معها تغيُّرات إجتماعية جديدة. بعد أزمة 1929، بدأت الحرب العالمية الثانية عام 1939 واستمرت لغاية 1945 وسط إمتدادات جغرافية واسعة ومحمَّلاً نظاماً جديداً مكوَّناً منْ رأسيْن ودِماغيْن، فيما تواصلت الحربُ الباردة بينَ المعسكرَيْن الأميركي والسُّوفياتي حتى عام 1989 لتنتهي بإنهيار جدار برلين. لقد بقي شعبنا خلال الحرب الباردة تحت وطأة المصالح الدولية ومورستْ ضده سياساتِ التهميش والإجتثاث من أراضيه التاريخية ليعيش وسط أوضاع عصيبة لاتمكنه من إعادة تشكيل هويته القومية. مع انتهاء الحرب الباردة وبداية حرب الخليج الأولى، طرأت متغيرات جديدة على ساحتنا الإقليمية وخاصَّة على صعيد الحركة الكوردية التي بدأت شوكتها تشتدُّ وتقوى أكثر، إضافة إلى إستنهاض النسيج السياسي والخصوصيَّات القومية لشعبنا. هذا ولأن حرب الخليج الأولى لم تواصل مسيرتها، فقد تمَّ في تلك الأثناء الشروع بدراسة الآراء الجديدة وبدائل جديدة في إقليمنا والعالم بأسره. كما بدأ كلٌّ من الزعماء الديمقراطيين مثل (بيل كلينتون، توني بلير، غيرهارد شرويدر وماسِّيمو دا ليما) بدراسة وتطبيق الفكرة المسمَّاة بــ (الدَّرب الثالثة في الأجندة). سنة 2000 تغيرت الإدارة الأميركية وتم انتخاب جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة. بعد تلك الفترة بالضبط، انهارت فكرة (الدَّرب الثالثة). في أعقاب هجمات 11 من أيلول الأسود 2001، وانكشفتْ في عالمنا أوراقٌ جديدة، وبدأ عهدٌ آخر تُطبَّقُ فيه فكرة النظام العالمي الجَّديد الذي أعدَّته الولايات المتحدة بعد أن أصبحت القوَّة الوحيدة العظمى في العالم، وفي هذا الإطار تم بناء مشروع الشرق الأوسط الكبير. لقد أظهر الدخول الأميركي لأفغانستان أولاً ومن ثم للعراق، جدية العمل في تلك المرحلة. وتحت شعار (الحرب ضد الإرهاب الدولي)، فأرغمت جميع الدول والقوى التي تفكّر بشكل مغاير على إبراز موقعها وحضورها في تلك الحرب، وقد استمرَّت الأوضاع العسكريَّة حتى نهاية عام 2008. وقد أعطى إنتخاب (باراك أوباما) رئيساً جديداً للإدارة الأميركية، إشارة لإنطلاقةِ مرحلةٍ أخرى جديدة. خلالَ السنوات الثماني الأخيرة، كان شعبنا هدفاً لهجماتٍ كثيرة، وخاصة في العراق حيث أجبر مئات الآلاف من أبنائنا على ترك البلاد والرَّحيل، ولكنَّ شعبنا عاش منْ ناحية أخرى تطوُّرات سياسيَّة هامَّة. بالمقارنة مع ما كان في السَّابق، فإنَّ النسيج الإجتماعي والثقافة القومية بدأت تظهر وتطفو على السطح، وبدأت أيضاً تُسلط الأضواء على أوضاع شعبنا في العالم كله بشكل لم يكن له مثيل من قبل. لقد دخل عالمنا بعد عام 2008 في أزمة إقتصادية تكشفت ملامحها عن الخط السياسي للمرحلة المقبلة. إنَّ الفكرة العالمية الجديدة الممثلة بشخص الرئيس (باراك أوباما)، تشير إلى وجود نضال إقتصادي أكثر منه إلى العنف العسكري. ويبدو من خلال التدابير القاسية وفرض الحصار الإقتصادي، فإنَّ العديد من السلطات وحتى الدول أيضاً ستتعرَّضُ لمحاولات التأديب. وهذا يعني أنَّ أميركا اتخذت قرارها بتغير أسلوبها وتكتيكها الإستراتيجي والسياسي. ولكن في الوقت نفسه لنْ يمنع هذا من حصول أي تدخل أو إجراء عسكري.
أوضاع شعبنا
لقد تعرَّض شعبنا في القرن العشرين إلى جرائم كبرى وصل بسببها لحدِّ الإنقراض والإندثار. ومع حلول القرن 21، ساهمت الحركات التي تتمتع بخصوصيات قومية والتي أصبحت مصدراً لغنىً ثقافيٍّ وتاريخي، ببروز شعبنا في صفحات التاريخ. وفي ضوء هذه المعطيات، فإنَّ النضال الذي بذله كلُّ فصيل من أبناء شعبنا كان له دور كبير ومؤثر. وفي القرن الجديد هذا، يجب أن ننتبه جيداً للإتفاقات الخاطئة التي تشبه لحدّ ما الظروف التي كانتْ عليه أيام الحرب العالمية الأولى، وذلك لأنَّ أيَّ إتفاق مع جهة محكوم عليها بالفشل، سيعود بالخسارة على شعبنا فضلاً عن فقدان أشياء كثيرة، كما علينا أن ننتبه أيضاً للقوى التي تريد الإستفادة من شعبنا. وإذا ما تحدَّثنا عن اللعبة السياسية التي تنوي طرد شعبنا من قائمة الأجندة اليوميَّة، فبالنتيجة سيكونَ شعبنا خاسراً بأكمله، ناهيكَ عن أنَّ هذه السياسات كانتْ هي نفسها التي طبقت حين تمت معاهدة لوزان وغيرها من الإتفاقيات. من خلال الحروب والأزمات الإقتصادية وفي خضم موازين السياسة التي حصلت بين القوى، كان شعبنا الضحيَّة دوماً وتم طرده بعيداُ وخارجاً عن الأجندة اليومية. لهذا علينا أن نعي بأنه في السنوات القادمة وفي ظل ما يرتقب فيها من أزمات مختلفة، ستكون حقوق شعبنا في خطر محدّق إنْ لمْ يُصار إلى بذل النضال الصَّحيح.
بعد إرتكاب مذابح سميل، همّشت المطالب السياسية والقومية لشعبنا ولم تلق إهتماماً من أحد. ولهذا كان على شعبنا النضال من أجل الحصول على حقوقه القومية والوطنية بما فيها حقّه في الحكم الذاتي، وإن الفوز بمشروع إقامة الحكم الذاتي في العراق وحصول شعبنا على حقوقه نظير كل الشعوب الأخرى، هو حقيقة تاريخيَّة لا يمكن إنكارها. ما تحقّق لشعبنا في الفترة الأخيرة بحصوله على الحكم الذاتي في دستور إقليم كردستان لم يكن سهلاً بل جاء بعد جهود وتضحيات لعدد من كيانات شعبنا ومؤسساته، ولهذا يجب علينا النضال والعمل على تشريع مشروع الحكم الذاتي في دستور الحكومة المركزية كونه المنقذ الوحيد لشعبنا، كما يجب أن ندرك بأنه إذا ما تنحَّيْنا عن هذه الإرادة الصُّلبة، فهذا يعني نهاية شعبنا، وخروجه بعيداً عن اللعبة السياسيَّة، وإندثار جميع حقوقنا.
ويبقى واجبنا الآن العمل الجاد من أجل وحدة شعبنا بكلّ تسمياته وإعطاء هذا العمل الأولوية من خلال الحفاظ هذا المكسب التاريخي بالتسمية الموحّدة وحصول شعبنا على الحكم الذاتي في دستور الإقليم لكي لا يتعرّض شعبنا إلى إنتكاسات جديدة، كما حصل في السابق.
إن الظروف السياسية العالمية تساعدنا كثيراً في الحصول على كامل حقوقنا، ومهما حصل من محاولات لتفرقة شعبنا من أي جهة كانت فإنها ستبوء بالفشل، لأن معظم كيانات شعبنا ومؤسساته تعمل على وحدة شعبنا والحصول على كامل حقوقه، وأبناء شعبنا يفخرون بالتسمية الموحّدة رغم إعتزازهم بكلّ تسميات شعبنا، كما يفخرون بما حصلوا من مكاسب فيما ما يخصّ الحكم الذاتي والتسمية الموحّدة في دستور الإقليم، ويبقى أملنا إقرار ذلك في دستور الحومة المركزية.
من جريدة نيشا/ العدد 75

» لمحات من تاريخ الحركة السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري.
» بيان صادر عن الاحزاب المنسحبة من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
» 11 كيان سياسي لأحزاب شعبنا سيشارك في الانتخابات المفوضية العليا للانتخابات تصادق على القوائم المشاركة
» قام السيد ابلحد افرام ساوا امين عام حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ويرافقه كل من
» ممثل حركة تجمع السريان المستقل في ولاية ميشكن يلتقي المدير التنفيذي للاتحاد الكلداني الأمريكي