داود برنو
قبل أن أكتب حول هذا الموضوع,فلا بدً لي من الأشارة أيضآ, الى المعوقات والعوامل الخارجية التي كانت السبب في حرمان شعبنا من التمتع بحقوقه القومية والوطنية المشروعة, وكانت هذه الضغوطات تأتي دائمآ من الحكومات الدكتاتورية الشوفينية المتعاقبة في بغداد, حيث كان لها دور فعال في أسكات صوت شعبنا من المطالبة بحقوقه القومية ألمشروعة, وهذه العوامل لا تقل أهمية وخطورة من العوامل الداخلية التي أدت الى تقسيم شعبنا الى ثلاثة أقسام, وفق تسميات كنسية وليست قومية, ولا ننسى أبدآ بأننا أقلية قومية ودينية في هذا البلد والتي لم يأتيها أي دعم أو تأييد من الخارج أسوة بالآخرين, لقد كنا دائمآ نعاني من التفرقة العنصرية وعدم المساواة مع أخواننا وشركائنا في هذا الوطن, منذ تشكيل أول حكومة عراقية في بداية العشرينات من القرن الماضي, وحتى يومنا هذا,وهكذا كان الوضع الطبيعي لجميع الأقليات القومية والدينية في الوطن العربي, بسبب التيار ألعروبي الشوفيني المسيطر على هذه الأنظمة, ونفوذ رجال الدين من المتشددين الأسلامين المؤثر فيها, , ومن هذه الشعوب وبشكل خاص الأقليات المسيحية, والأكراد. كما علينا الآن أن نشخص وبدقة متناهية الواقع الذي نعيش فيه,ومن هي القوى السياسية المسيطرة والمؤثرة في هذا النظام القائم في بغداد,وما هو موقفهم السياسي من قضية شعبنا من خلال الأفعال وليس الأقوال, كما لمسنا منهم خلال تجربتنا السابقة معهم لأكثر من ست سنوات.
أن تسوية الصراعات العرقية,والسياسية في ظل الحكومة العراقية الحالية هو صعب, جدآ, وقد يكون مستحيلآ, بسبب التعقيدات التي تلازم هذه الحكومة من خلال المحاصصة الطائفية التوافقية, والتي تتناقض مع جميع أشكال الديمقراطية,ومع أبسط المبادئ لحقوق الأنسان.
لقد أثبتت التجارب في البلدان الأوربية, بأن الأنظمة الديمقراطية المنفتحة هي أكثر تلائمآ,وتكيفآ مع مصالح الأقليات القومية,والدينية, من الحكومات التسلطية الفوضوية,وهذا ما هو حاصل الآن في العراق,ويمكن ان نسميها ديمقراطية الدكتاتورية التوافقية,وأن شعبنا لآ يزال يرزح تحت نير هذه الحاله, وسوف يبقى هكذا الى أجًل بعيد,ولا بدً لنا أن نأخذ هذه الحالة بعين الأعتبار لدى وضع برنامج سياسي لشعبنا في المرحلة القادمة,ويجب أيضآ معرفة آلية عمل العقل السياسي لهذا التشكيل السياسي الحكومي الهجيني المختلط في بغداد, لكي نتمكن من التعامل الفعال والمجدي معه,لأننا فشلنا معهم في الماضي,ولم نستطيع من تحقيق أبسط ألمطالب لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري, والآن نأتي الى موضوعنا الرئيسي,
منذ مدة طويلة ونحن نقرأ العديد من المقالات التي تتضمن سجالات عقيمة بين بعض الكتاب من أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني,وفي الكثير من مواقع الأنترنيت وأهمها موقع عينكاوا, وتللسقف,ولا سيما بعد أن أنتهت الأنتخابات البرلمانية في أقليم كردستان,ثم ظهرت النتائج النهائية المؤكدة والتي أعترف بها معظم الأطراف المعنية,من المؤيدين والمعارضين,وأخيرآ ظهر الحق وزهق الباطل.
أن الأنتخابات هي أساس الديمقراطية,ولا أحد يمثل أحد قبل أن يتقرر ذلك في الأنتخابات, لأنها الخطوة الأولى في بناء الثقة بين القيادة والقاعدة, وهذا ما كنا نتوقعه من النتائج التي ظهرت,بسبب التاريخ النضالي لهذه ألأحزاب والمنظمات المؤتلفة في أيطار المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري, التي فازت في الأنتخابات,وكذلك من خلال المعطيات القائمة على الأرض,بالرغم من بعض التحفظات التي سجلت ضدها من بعض السياسين المعنين بهذه الأنتخابات.
كما أنه من المتوقع أن تبدأ مرحلة جديدة من التحالفات والنشاط السياسي بين الفصائل السياسية بعد هذه الأنتخابات,لمواجهة المرحلة الجديدة, وبما ينسجم مع الوضع المستجد الذي أفرزته هذه الأنتخابات,حيث دخلت قوى جديدة في المعادلة السياسية بأقليم كردستان, والمتمثلة بقائمة التغير التي يرأسها الدكتور ناوشيروان مصطفى عضو المكتب السياسي للأتحاد الوطني الكردستاني, أن نتائج الأنتخابات جاءت وكما ذكرنا سابقآ تجسيدآ للواقع الحالي الذي هو أمتداد وتخليد لتاريخ شعبنا السياسي الذي ناضل من أجله منذ عشرات السنين بطرق,وبأشكال,وبعناوين مختلفة, ولكن جميعها كانت تحت التسمية الآشورية ,أو تحت قيادة آشورية,ولم يكن في تاريخ الحركة السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ومنذ أواسط القرن الماضي حركة أو حزب,أو منظمة سياسية بأسم الكلدان أبدآ,ولا أعرف لماذا,ربما الجواب يجب أن يأتي من الفاعلين ليل نهار لتقسيم هذا الشعب,لماذا يلومون الأحزاب الآشورية في الوقت الذي هم لم يقدموا أية خدمة ,أو يقوموا بأي نشاط سياسي لمصلحة القومية الكلدانية, لماذا هذا التنكر لدور الفصائل الآشورية في الحركة السياسية, فأن كان جهلآ فهو طعنة في واقع التاريخ, وان كان تجاهلآ فهو طعنة في صميم الحقيقة, في الوقت الذي نعرف جيدآ أن الأحزاب والمنظمات السياسية التي كانت تعمل تحت التسمية الآشورية كانت تضم في صفوفها أعضاء ومؤازرين من جميع المذاهب, الكلدان والسريان والآشورين دون تميز أو تفرقة,بسبب أيمانها المطلق بأننا شعب واحد,وأمة واحدة, وقومية واحدة,بينما نرى الآن بعض الكتاب السياسين,وبعض من رجال الدين الكلدان, يتهمون الآشورين بالتآمر على الكلدان,لا نعرف ماذا لديهم الكلدان حتى الآخرين يتآمرون عليهم..
أتمنى على الكنيسة الكلدانية أن تراجع مواقفها قبل فوات الأوان,لأن بوادر التمرد, والأنشقاق, قد تظهر على السطح قريبآ,بسبب الأسئلة المطروحة بين المؤمنين الكلدان,(من أتباع الكنيسة الكلدانية) من دون أي جواب,أو أي تفسير لها, وفي كافة المستويات,وعلى سبيل المثال لا الحصر.
ماذا يجب أن نسمي الأولاد عندما يتزوج كلداني من فتاة آشورية ,أوبالعكس ,
ماذا عن الآشوريين التابعين مذهبيآ الى الكنيسة الكلدانية ,
ماذا عن الكلدان الذين لهم أيمان راسخ بأننا أمة واحدة,وقومية واحدة,وماذا سيكون مستقبلهم في الكنيسة الكلدانية بعد هذا الأنفصال لا سامح الله.
ماهي فائدة الكنيسة الكلدانية من هذا الأنفصال,وكيف تستطيع الكنيسة أن تدعي بأن أعضائها هم من القومية الكلدانية ومنفصلين عن القومية الآشورية,في الوقت الذي يعلم الجميع بأن التسمية الكلدانية الآشورية أدخلت على هذه الكنائس قبل عدة قرون,وقبلها كانوا جميعآ شعبآ واحدآ,وقومية واحدة,وبشهادة المتاحف,والمكتبات,والبعض من رجال الدين الأفاضل,وفي مقدمتهم كان ألمغفور له البطريرك مار روفائيل بيداويذ,حيث صرح وبمناسبات عديدة بأننا جميعآ آشوريون ولكن بتسميات مختلفة,ولا يوجد لحد الآن مصدر تاريخي , أو علمي موثوق مئة بالمئة, يبرهن عكس ذلك.
أما غبطة بطريرك السريان الأرثذوكس مار زكا عيواص,لقد كان لي الشرف في مقابلته مرتين عام 1982 في رئاسة الكنيسة الواقع في منطقة باب توما بدمشق,حيث صرح قائلآ أن جميع سكان بلاد ما بين النهرين هم آشوريون,أو من أصول آشورية,ولكن البعثات التبشيرية البابوية,قسموا هذا الشعب,وأطلقوا كلمة الكلدان على أتباع الكنيسة الكاثولوكية, وقسموا السريان الى قسمين,فأصبحنا سريان كاثوليك, وسريان أرثذوكس,وأضاف قائلآ بأن أسمه الشخصي قبل دخوله دير الكهنوت هو سنحاريب ( سنخيرو ),ولا يزال يحمل جواز سفر عراقي بهذا الأسم, وهو من مواليد نينوى ويعتز بذلك,ومن عائلة عريقة جدآ في المنطقة, كما صرح بأنني ملتزم وبجدارة, في المحافظة على مواصلة رسالة الكنيسة السريانية الأرثذوكسية في أيمانها ونهجها,وطقوسها, وكل ما يتعلق بها كما أستلمتها ممن قبلي,وأضاف قائلآ نحن رجال الدين لا نتدخل بالسياسة,وفي شعبنا من السياسين المؤهلين ما فيه الكفاية,لقد قمت بزيارة رعوية في هذه السنة الى كل من, العراق , تركيا , لبنان , ومركز أقامتي في سوريا,ولو كان لي موقف سياسي لما أستطعت القيام بمهامي الرعوية,بسبب الخلافات ألحادة السائدة بين هذه الدول.
وهناك أيضآ الكثير من المؤرخين وفي طليعتهم المرحوم الدكتور هرمز أبونا يبرهن بالأدلة والوقائع, بأننا شعب واحد وأمة واحدة,وقومية واحدة وهي القومية الآشورية,وهذا هو شعورنا,وأحساسنا,وأيماننا, ألا يكفينا ما حصل لشعبنا من ألمآسي في التهجير, وحرق للكنائس,والأستيلاء على أملاكنا,وعمليات القتل,والخطف,والأغتصاب ليأتينا نفر من أميركا,أو أوربا لينجم لنا ويكتشف مجددآ بأن شعبنا يتكون من قوميتين, أو ثلاث,وهل يوجد عاقل واحد يصدق هذه النظرية السخيفة جدآ,أنه لمن الخزي والعار للذين يروجون لمثل هذه الفرضيات, وهم يعيشون في أفخم القصور,والفيلات, وشعبنا يعيش حالة يرثى لها داخل الوطن,وفي الشتات,وأن شعبنا داخل الوطن يعيش في ظروف التحديات المصيرية,وهناك مشاريع في المنطقة تستهدف وجودنا جميعآ دون أستثناء لمن هو كلداني أو سرياني أو آشوري, وتفرض نفسها بالقوة على الواقع الحالي لتحقيق هذا المخطط الدولي, والذي تتبناه دول أقليمية في المنطقة